قرأت مقاله عن البكاء واحببت ان انقلها اليكم بشي من التصرف ......
يبدأ أول الخيط بمعتقد غرس جيداً وأثمر أجيالاً.. نتبعه وفي أعماقنا نتمنى لو أننا لم ننافق في إظهار الإيمان به.. ولذلك ندعو بالسر أن لا نلجأ للزوايا المعتمة إكراماً لفكرة كغيرها تقبل النسف.
كم مرة سمعت هذا الصوت : "لا تبكِ عيب عليك".. وكم مرة توقفت بعدها مباشرة واستدمجت الدرس ؟!
إن كان ثمة معتقدات تستحق أن تلقى في بئر لا قرار له.. فسيكون هذا أولها!
ستقولون : لماذا ؟!
تقول غادة السمان "الأورام السرطانية ماهي إلا دموع محتبسة داخل الجسد".. لا أدري إن كانت تفترض أم أنها أطلعت على شيء في ذلك الوقت تحدث عن ذلك..
و لكن هذا فعلاً ما أثبتته الدراسات ...يقول العالم الأمريكي (وليم فري): "الدموع تعمل على إخراج المواد السامة التي تولدها بعض حالات الانفعال.. ولذا فإن حبس الدموع يُعرض الإنسان للإصابة بالتسمم البطيء"!
الطفح الجلدي،
قرحة المعدة،
أوجاع القولون، اضطرابات الجهاز التنفسي أسبابها تعود لانفعالات مكبوتة..
أو بالأصح دموع تم وأدها!
دراسة أجريت في إحدى جامعات ميتشغان اعتمدت على مقارنة (عادة البكاء) عند مائة سيدة ممن يعانين من أمراض القولون وقرحة المعدة مع مائة سيدة أخرى لا تشتكي من هذه الأعراض.. وجاءت الإجابة أو النتيجة (بصدق).. أن السيدات المريضات ينظرن للبكاء على أنه علامة ضعف وتخبط في التحكم بزمام الأمور.. ولذلك لا يمارسنه بشكل يكفي لإخراج مشاعرهن الطبيعية!
و يؤكد الدكتور "فري" أن الدموع تخلص الإنسان من مواد سامة يصنعها الجسم كله في حالة التوتر وأنه يجب أن يُنظر للبكاء على أنه عملية تنظيف مثل التبول والعرق!
كان هذا في أمريكا .. أتخيل لو أن الدراسة أجريت هنا ؟!
"أعرفه جيداً.. لا يكره شيئاً ككرهه للبكاء.. هاهو الآن ينسكب دموعاً وكأنه مرزاب جمع ماء المواسم الماطرة وتفجر ليغرق الشوارع المجدبة" عبده خال.
لماذا تبكي النساء أكثر ؟
وتأتي الإجابة: لأنها "حرمة"!
تشير أحدث النظريات العلمية إلى أن بكاء المرأة أكثر من بكاء الرجل ويرجع السبب إلى الهرمونات.. خاصة هرمون "البرولاكتين" الذي ينظم إفراز اللبن.. وهذا الهرمون يفرزه الجسم كرد فعل للتوتر وللأحزان ولمشاعر الاكتئاب.. وثبت علمياً أن هذا الهرمون يرتبط بالبكاء، فقد لاحظ الباحثون أن سيدة كانت تبكي كثيراً بلا سبب واضح وبعد التحليل اكتشفوا أن نسبة هرمون البرولاكتين مرتفعة، وبعد إعطائها عقاراً يساعد على خفضه انخفضت تبعاً له كمية الدموع.. (علاقة طردية).. وقد صرح العلماء بأن عمر المرأة في العادة يكون أطول من عمر الرجل لأنها تسمح لنفسها بالبكاء وتفصح عن آلامها النفسية والجسدية.. ونصحوا معاشر الرجال بقولهم : "لا تدع المرأة تفوز عليك بالعمر الطويل".. وذلك أن الرجال عموماً وخاصة الرجل الشرقي (يستعرّ) من البكاء ويُؤثر الاحتفاظ بانفعالاته داخل جسده!
وبما أننا نبكي أكثر تصبح أعمارنا أطول.. والرابح من يعيش!
"نحن نبكي دائماً فيما بعد" أحلام مستغانمي
ليست المشكلة الآن في أن تأتي بدراسات لتثبت أن البكاء رد فعل إنساني يقابل الضحك تماماً.. المشكلة أنك تتحدث لعقول ما زالت تردد لأطفالها (عيب عليك ترى الرجّال ما يبكي)"..
وتضيف غادة: "ننهى أطفالنا أن لا يبكوا حتى لا يظلوا أطفالا.. والأدهى أننا ننهى الرجل ألا يكون إنسانا! ".. : .
"أمرّ البكائين البكاء المولّج" ابن الرومي
تقول الدكتورة فوزية الدريع: "ليس الخوف على من يبكي كثيراً؛ الخوف كل الخوف على شخص لا يستطيع البكاء حتى لو رَغِبة"!
مؤخراً أوجد العلماء علم أسموه "علم الدموع" وعُقد أول مؤتمر طبي له في الولايات المتحدة تحت شعار "ابك تعش أكثر".. ودعا المؤتمر إلى أن يصبح تحليل الدموع من التحاليل الطبية الشائعة مثل تحليل الدم وتحليل البول لأن نتائجه تقدم للطبيب معلومات وافية عن حالة الجسم!
"إن البكاء يوسع الرئة.. ويغسل الملامح.. ويدرب العين.. وغالباً ما يهدىء المزاج.. فابك كما تريد! " ديكنز
دراسات طريفة تشير إلى أن نوبات البكاء تحدث بشكل أساسي بين السابعة والعاشرة مساء وأن احتمال البكاء أثناء مشاهدة فيلم مؤثر أكثر في المساء عنه في الصباح.. وتضيف أن الحزن هو المسؤول عن أكثر من نصف كمية الدمع التي يذرفها البشر فى حين أن الفرح مسؤول عن 20% من الدمع .. أما الغضب فيأتي في المرتبة الثالثة!
( إن البكاء رقة في القلب، ورحمة في الجوانح، وإن الدموع هي مطافئ الحزن الكبير.. فليس على من بكى لائمة)
امين نخلة.
لتقلباتنا الإنسانية وجوه تختلف.. صبغات تزهو أحياناً وتنطفئ أحايين.. ونبلغ من العمر عتيا دون أن نستوثق هل كان عمر الفرح أكبر.. أم وُلِد الحزن قبله ؟!
فقط تذكر أننا في ضحكنا وفي بكائنا.. دائماً الربحُ لنا!.. وتذكر أيضاً أن رسولنا بكى.. ومن بعده عظماء بكوا..
لذا كن عظـــيماً.. وأبـــكِ
!!
الأحد سبتمبر 07, 2008 4:53 pm